البوصلة – ريم غانم
أرخت الأزمة في سورية العديد من المشاكل على حياة المواطنين الذين صمدوا وأبوا مغادرة الوطن ,لكن حازت بعض المشاكل مساحة وحيز أكثر من غيرها لتأثيرها المباشر على الحياة اليومية , ومنها قبض الرواتب من الصرافات الآلية والتي شكلت خلال الأزمة حديث الشارع واهم مشكلاته .
فمازالت الكثير من الصرافات في مدينة دمشق وغيرها تستقبل المواطن بعبارة "عذراً.. الصراف الآلي خارج الخدمة حالياً" أو ربما تجده يعمل ويتفاجئ بعد إتباع كل الخطوات لسحب مبلغ ما بعبارة "توجد مشكلة في الصراف يرجى التوجه إلى صراف آخر"، حتى التوجه إلى صراف آخر لا يحل المشكلة فالأخطاء والعثرات نفسها , وعلى الرغم من أن المصرف العقاري والتجاري يمتلك شبكة واسعة من الصرافات، إلا أنه قل أن يجد المواطن صرافات في الخدمة على مدار الـ24 ساعة .
خارج الخدمة
وتحدث أشرف حمده أحد المواطنين عن معاناته الشهرية مع مايسميه " كوة الأنتظار " حيث يضطر في كل شهر إلى الانتظار يومياً عبر طوابير الناس لكي يقبض راتبه , ليصل به أحيانا كي يقبض راتبه في العاشر من الشهر , فإما يجد الصراف خارج الخدمة أو ينتهي الرصيد عند وصوله للقبض , وهو مادفعه للتساؤل متى سنتمكن من تخطي هذه المشكلات البسيطة فحلها بسيط فقط يتطلب التنظيم والاهتمام بالعمل! .
أما راميا سعيدة موظفة متقاعدة تعاني من هذه المشكلة في كل شهر فهي لديها أربع أطفال وتضطر أحيانا إلى الاستلاف من أصدقائها لأنها تذهب كل يوم وتنتظر في الطوابير لتحصل على دور للقبض , فقد أغلقت العديد من الصرافات وأصبحت خارج الخدمة نهائياً بسبب الأوضاع الأمنية، إضافة إلى استمرار مسلسل الأعطال المستمرة للصرافات الآلية , وهو ماجعلني أنا ومعظم المتقاعدين والقائمين على رأس عملهم نتمنى وبشدة أن تعود الآلية السابقة في الحصول على الرواتب عن طريق المحاسب يدوياً للتخلص من المعاناة الشهرية وضياع الوقت بالانتظار .
وكان لماجدة جوهرة موظفة في أحد الفروع رأي أخر فهي ترى أن الوقوف ضمن صفوف والالتزام بالدور يساهم كثيراُ في حل أزمة القبض المتأخر للرواتب , فليس من الضروري أن يقبض الجميع في نفس اليوم فيمكن لكل وزارة أو قطاع الاتفاق فيما بينهم وتنظيم أيام القبض , فهذه المشكلة يعاني منها جميع موظفو سورية بدون استثناء لذا يجب على المواطن أن يساهم أيضاً في مساعدة الجهات المعنية على إيجاد حل لهذه الأزمة .
مفرزات أزمة
وللوقوف على هذه المشكلة تحدث معاون مدير المعلوماتية والمشرف على تغذية الصرافات العقارية في مدينة دمشق حازم النوري لموقع البوصلة وقال :" مع دخول الأزمة في سورية عامها الرابع عانى قطاع الصرافات كغيره من القطاعات العديد من المشاكل نتيجة ما أفرزته مخلفات الأزمة , لكننا كنا نحاول دوماً تخفيف العبء عن المواطنين , الذين نعمل من اجلهم لكن كانت هناك ظروف خارج أرادتنا كالانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الذي لا نستطيع أن نتحكم يه , فهو أيضا عانى نتيجة التخريب من الإرهابيين , حتى أننا قمنا بوضع بعض وحدات التشغيل الكهربائي لكنها لا تقوم بتشغيل الصراف إلا ساعتين والتي لم تحل المشكلة .
ويضيف تتعد الأسباب التي تجعل الصراف خارج الخدمة لكن السبب الأهم كان أن الكثير من صرافات ريف دمشق أصبحت خارج الخدمة , وأصبحت دمشق تحوي الكثير المهجرين الذين أتوا من باقي المحافظات, والذين يقبضون أيضاً من هذه الصرافات, وبالتالي زاد الضغط فالمدينة لاتحوي سوى 100 صراف فقط و كل واحد له نسبة معينة من التعبئة بالمال , وعند انتهاء هذه النسبة فان الصراف تلقائيا سوف يعطي بأنه خارج الخدمة , كما أن انتهاء أوراق تحديد الرصيد من داخل الصراف تسبب هذه المشكلة , بالإضافة إلى بعض المشاكل التقنية والالكترونية التي تكون أحيانا خارج إرادتنا , وكل مانستطيع فعله هو إرسال بعض الفنيين لإصلاح المشكلة .
تعليمات
وفي إطار العمل على حل المشكلة حاول المصرف العقاري مسبقاً التوجه لإيجاد حل فقد أصدر العديد من القرارات التي كان من المفترض أن تساهم بتخفيف هذا الضغط , حيث طالب المصرف جميع الصرافات الملاصقة لكل فرع من الفروع أن تبقى على أهبة الاستعداد على مدار الساعة لجهة التغذية المستمرة بالنقود، إلا أنه لم ينفذ وبقيت المشكلة قائمة.
وأشار العديد من المواطنين الواقفين على طابور الانتظار إلى أنه أصبح الحصول على الراتب عن طريق الصراف الآلي هاجساً لنا ومسألة قلق خوفاً من التأخير في الحصول على الراتب الذي تمتد أحياناً فترة الحصول عليه إلى العاشر من الشهر، وعللوا الأسباب بقلة الصرافات وأعطالها الكثيرة إضافة إلى خروج معظمها عن الخدمة والانقطاع في التيار الكهربائي، جميعهاً معطيات تدل على أن هذه الخدمة في ظل الظروف الراهنة ليست جيدة ولا تقدم أي سهولة للموظفين.
حلول
وعن بعض الحلول التي عمل بها المصرف العقاري مؤخرا لإيجاد الحلول لهذه المشكلة يتابع النوري بعد العديد من الشكاوى من المواطنين حاولنا التوجه لتنفيذ بعض الحلول التي ستساهم في حل مشكلة القبض المتأخر , فقام المصرف بإعادة جدولة للقبض حيث تم صرف القبض للمتقاعدين العسكريين في 15 من كل شهر , والمتقاعدين العاديين في 20 من الشهر والقائمين عل عملهم بين 25 و1 الشهر علها تخفف من الضغط عل الصرافات , كما أننا ندرس إمكانية إضافة بعض الصرافات ورفع سقف السحب اليومي حتى لايضطر المواطن إلى إعادة استخدام الكوة أكثر من مرة , وبالتالي نتأمل أن تساهم هذه الإجراءات بالتخفيف عن المواطن .
في النتيجة
يبقى المواطن بانتظار الحل لمشكلاته التي عانها نتيجة الأزمة التي طالت كل شيء , أملين أن يجدو الحل أو البديل للصرافات خارج الخدمة , والتي شكلت الهاجس الأكبر لمعظم الموظفين .