مَنْ يُجبْ قبل أن يفــكر يرَ ظاهر الصورة أو المشهد فحسب, أي يتوهم خطأً أن رحيل حكام المحميات الخليجية من آل سعود وآل خليفة وآل ثاني وغيرهم سيزلزل المصالح الأميركية في الخليج , كما لو أن هذه الآلات هي من يحرس هذه المصالح ويصونها ويخص أميركا بها دون غيرها!
ومن يفكر قبل أن يجيب يرى واقع الصورة وحقيقتها مقلوباً تماماً, فأميركا العظمى بقواتها العسكرية والاقتصادية والتقنية .. وحتى الثقافية تستطيع أن تحرس مصالحها كما تفعل في مناطق أخرى من العالم, وأن تحصل, على الأقل, ما تريده من نفط الجزيرة العربية كاملة, وبالتالي هي من يحرس عروش هذه الآلات؟
ومادام العقل السياسي الأميركي يعترف في أحدث أدبياته المنشورة بأن «جيش البدو» السعودي احتل منطقة عسير الساحلية اليمنية ومحافظات نجران وجيزان عام 1933 .. فإنه يعترف بالمقابل, ودون أن يعلن, بسيناريو محتمل لاستعادة الحق اليمني, والذي إن بدأ بالرد على العدوان السعودي الماضي والراهن.. فيمكن أن يصل إلى إقامة «فاتيكان» إسلامي في مكة والمدينة؟
إنعاش دورة رأس المال الغربي عامة والأميركي خاصة في منطقة الخليج سواء كان نفطا أو غازاً أو سلاحاً أو أرصدة بحكم المستولى عليها ليس رهينة آل زيد إن رحل ولا آل عمر إن حل, فليذهب زيد ويأتي عمر ماداما يساويان صفراً في معادلة المصالح والقوة والاستراتيجيا الأميركية؟
فمن هم حكام الخليج الذين سيدعوهم الرئيس أوباما للقائه في كامب ديفيد الصيف القادم؟؟