البوصلة -رصد
يعيش الاعلام العربي الموالي لعاصفة الحزم ومنها الجزيرة حالة من فقدان البوصلة بعد التطورات الأخيرة في حرب اليمن بعدما نقلت القوات الحوثية وقوات الرئيس عبد الله صالح المعركة الى الأراضي السعودية.
وتعتبر الحرب في اليمن من ضمن الملفات التي تسجل أعلى نسبة من التغليط الاعلامي خلال السنوات الأخيرة بسبب اشتراك أنظمة الخليج الملكية والأمريكية في الحرب ضد اليمن، وهي الدول التي تمتلك وسائل الاعلام العربية الواسعة الانتشار أو ما يطلق عليه “البترودولار”.
ومنذ اندلاع العدوان السعودي بقيام طائرات تحالف الحزم بقصف اليمن يوم 26 آذار/مارس الماضي، يحضر خطاب إعلامي واحد في كبريات القنوات التلفزيونية العربية وتتصدر ذلك الجزيرة والعربية بتحميل المسؤولية للحوثيين، والحديث استهداف الحوثيين السكان المدنيين، واندحار الحوثيين.
ويحدث لأول مرة خلال العقدين الأخيرين، تكامل والتقاء بين قناة الجزيرة وقناة العربية في تغطية الحرب ضد اليمن، بينما تختلفان في كل باقي المواضيع باستثناء الملف السوري. وهذا يفسر باشتراك العربية وقطر في الحرب ضد اليمن.
وتغيب نهائيا بيانات الجمعيات الدولية مثل هيومن ريت ووتش التي اتهمت حلف عاصفة الحزم باستعمال أسلحة محرمة دوليا، وتغيب بيانات الأمم المتحدة حول الأضرار الجسيمة التي تسبب فيها القصف في البنيات وفي سقوط مئات اليمنيين.
وأوحت التغطية التي تقوم بها وسائل الاعلام العربية التابعة لأنظمة الخليج بتقهقر القوات الحوثية وقوات عبد الله في اليمن وتقدم ما تسميه بالمقاومة والقضاء على عتاد المتمردين.
لكنه بعد مرور شهرين ، يتفاجئ المتفرج والقارئ العربي بأخبار تفيد اللجان الشعبية والجيش اليمني هجمات مسلحة داخل الأراضي السعودية، ويكتشف استعمال الجيش اليمني صواريخ سكود رغم القصف العنيف ضد مخازن الأسلحة اليمنية.
وبدأت القنوات العربية الموالية لعاصفة الحزم تفقد البوصلة الاعلامية في تغطيتها لتطورات الحرب، فهي لا تمتلك استراتيجية واضحة بين الاستمرار في نفس الخطاب الاعلامي أو تقديم معطيات الواقع والتطورات وإن كان بشكل محتشم.
ويذكر أن وسائل إعلام أخرى رسمية مثل وكالة الأنباء السعودية “واس″ تنشر بين الحين والآخر هجمات الحوثيين وتعترف بسقوط قتلى في صفوف السعوديين، وهو ما يزيد من وضعية القنوات التلفزيونية مثل الجزيرة صعوبة أمام الرأي العام العربي.
وفي نفس الوقت، بدأت وسائل الاعلام الغربية تقدم روايات متعارضة مع الاعلام العربي المنحاز الى عاصفة الحزم، وهو ما يجعل الجزيرة في موقف حرج لحظة المقارنة بين التغطيات.
ومن جهة أخرى، فشلت القنوات المتعاطفة مع الحوثيين وعبد الله صالح مثل قناة العالم وقناة الميادين في التحول الى مصدر لمتابعة الأخبار الحقيقية حول اليمن.