البوصلة: ميساء الجردي
شكلت وزارة التعليم العالي مجلساً علمياً لاختصاص الصيدلة، أطلق عليه بورد الصيدلة السوري في مركز القياس والتقويم، وهو مماثل لمجلس آخر تم تشكيله في اختصاص هندسة العمارة الشهر الماضي بهدف تطوير اختبارات القبول لقياس المخرجات من المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة.
حول تشكيل هذه المجالس ومهامها وهل ستقدم للطلبة مهارات جديدة أم هي زيادة في تعقيد الإجراءات؟ وما هي عائدية ذلك على الطالب وعلى الجامعات السورية؟ وما هي المعايير التي اختير من خلالها أعضاء المجالس؟ أكدت الدكتورة ميسون دشاش مدير عام مركز القياس والتقويم أن دور الجامعة لم يعد دوراً تلقينياً يقدم المعلومات بطرق تقليدية للطلبة، بل من واجب المركز تقديم المحاور المطلوب دراستها للامتحانات الموحدة، وعليه فإن مهام المجلس العلمي لاختصاص الصيدلة في إطار الاختبارات الوطنية هو اقتراح المحاور المطلوبة لامتحان الصيدلة الموحد في ضوء احتياجات المجتمع وتلبية متطلبات المستفيدين منها وتحديد شروط النجاح في اختبارات الصيدلة التي يجريها المركز سنوياً في ضوء النتائج والإحصائيات المستخلصة من الاختبارات السابقة والتي بلغت حتى الآن /60/ امتحاناً وطنياً، إضافة إلى التنسيق مع الأساتذة والكليات المعنية لرفد بنك الأسئلة بشكل دوري. وأن مهام مجلس العمارة التركيز على محاور تخص إعادة الإعمار ووضع رؤية مستقبلية لخريج العمارة، وذلك من خلال تدريب الطالب في الامتحانات الوطنية على دراسة محاور تخص الحاجات المطلوبة للبناء في هذه المرحلة.
الحاجة لمنهجية جديدة
وبينت دشاش أن أهم الدواعي للمجالس الجديدة هي العمل كقوة دافعة لتحسين أداء الجامعات السورية، وتحسين منهجية الامتحانات الوطنية الموحدة ورسم سياسة للقياس والتقويم في هذه الاختصاصات بما يتناسب مع الحاجات التي فرضتها ظروف الأزمة، ووضع خارطة طريق وتوصيات تدعم قرارات مجلس التعليم العالي. وبالتالي وبحسب مدير المركز فإن لهذه المجالس ثلاث وظائف رئيسية أهمها في إطار تنمية القدرات البشرية هو إقامة وتنظيم دورات تدريبية للكادر التدريسي في الاختصاصات التي شكلت لها المجالس في الجامعات الحكومية والخاصة في مجالات القياس والتقويم وتنظيم دورات تدريبية تعليمية وإرشادية في مجالات عمل المركز ونشر ثقافة القياس والتقويم وفق المحاور الموضوعة للاختبارات الوطنية. وكذلك إعداد الدراسات الإحصائية الوطنية لوضع الاستراتيجيات والخطط التنفيذية في مجال العمارة وتشكيل فرق عمل بحثية لإجراء الأبحاث والدراسات الإحصائية في مجال القياس والتقويم الخاص بالعمارة وإعداد كتيبات ودلائل إرشادية حسب المحاور المقررة للامتحانات الوطني واقتراح قائمة بأسماء المراجع الخاصة بالعمارة.
دراسة مواصفات الخريج
وتحدثت دشاش عن دور المجلس في وضع إطار وطني للمؤهلات في اختصاص الصيدلة والعمارة على مستوى المرحلة الجامعية الأولى ووضع الحد الأدنى من المعرفة والمهارات التي يجب أن تكون لدى الخريج قبل دخوله في ممارسة المهنة، مشيرة إلى أنه في الأسبوع الماضي تم وضع مواصفات خريج الصيدلة نظراً لتوجه 86% من خريجي هذا الاختصاص لافتتاح صيدلية اجتماعية، وبالتالي هناك ضرورة لإعداد الخريج لممارسة الصيدلة كمهنة وليس كحرفة، بحيث تتوافر لديه معرفة كبيرة في تركيبات الأدوية والاستطبابات والتأثيرات الجانبية والتداخلات الدوائية وأخلاقيات المهنة. إذ إن المناقشات الواسعة حول مواصفات الخريج تساهم بتعديل المناهج وتقديم الحد الأدنى من مهارات المعرفة في المهنة من خلال دراسة نقاط القوة والضعف في نتائج الامتحانات الوطنية الموحدة.
قيد أم صمام أمان؟
ورداً على ما يقوله بعض الطلبة من أن هذه المجالس التي أضيفت إلى الامتحان الوطني الموحد الذي هو بحد ذاته تأخير للتخرج ومضيعة لوقت الطالب الذي بالأساس يخضع لسنوات طويلة من الامتحانات النظرية والعملية ويقدم مشروع تخرجه بكل جدارة، ثم يجد نفسه أمام امتحان وطني عليه اجتيازه دون مقررات معروفة وهو شرط لتخرجه؟ أكدت الدكتورة دشاش أن هذه المجالس لا تؤثر على الطالب بل تحسن من جودة الأداء في الجامعات وأن الامتحان الوطني الذي يشكل معاناة للطلبة هو الآن صمام أمان للاعتراف بالشهادة السورية لأن منظمة الصحة العالمية وضعته شرطاً لذلك، وأن كل خريج سوف يمارس المهنة في أي دولة أخرى مهما كانت قريبة لا يعترف بشهادته دون امتحان وطني موحد، أما على المستوى الداخلي فهو ضروري للخريج لكي يكون لديه خبرات واسعة في مجال المهنة. وبالتالي نحن اليوم بأشد الحاجة لهذه التطورات لأننا على محك الاعتراف بالشهادات، وأننا في ظل الأزمة نعتمد على خبرات ومهارات وطنية وليست مهارات مستوردة وهي تجمع تحت مظلة التعليم العالي.
أعضاء المجالس
توضح مديرة المركز أن انتقاء أعضاء المجلس كان وفقاً لمعايير الكفاءة العالية ولمن يشهد له بالخبرة الأكاديمية والعلمية، وأن رئيس البورد هو شخص منتخب من قبل كافة الأعضاء والبالغ عددهم 12 أستاذاً جامعياً تم اختيارهم من كافة الجامعات السورية، باعتبار أن المجلس واحد يهتم بكافة الطلبة على مستوى القطر ومسؤول عن كل ما يخص ملف الامتحان الوطني ووضع منهجية جديدة بحسب احتياجات المجتمع حالياً.
لجنة وليس هيئة
وللتوضيح فإن البورد العلمي للصيدلي لايعني الحصول على بورد بشهادة الصيدلة حيث أكدت دشاش أن المجلس هو لجنة تتبع لمركز القياس والتقويم تقوم بثقافة وتطوير عملية القياس والتقويم في مجال الصيدلة وليس هيئة لها مقر خاص بها، ولا يعني تقديم شهادة البورد، لأن الحصول على بورد الصيدلة أمر تابع لوزارة الصحية حيث توجد الهيئة السورية للاختصاصات الطبية. كما أنه ليس مجلساً شبيهاً بمجلس التعليم العالي.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن مركز القياس والتقويم عمل على طباعة كتيبات سوف توزع على الطلبة لتوضيح المحاور المطلوبة في الامتحانات الوطنية الموحدة القادمة.