كما بدأت عملية كشف المستور في تنظيم داعش عبر تسريب التقارير السرية في المؤسسات الاميريكية العسكرية والاستخباراتية فان المرحلة الثانية بدأت في الحديث عنها في وسائل الاعلام الغربية والاميركية بشكل صريح ..
وهي مرحلة جديدة تترافق مع اقتراب توقيع الاتفاق النووي مع ايران .. هذه وقائع حوار صريح على احدى المحطات والتي يشرح فيها المتحاوران تفاصيل واورد في التسريبات الاميريكية الأخيرة والتي تعترف أن داعش كانت فرصة ثمينة للتخلص من الرئيس الاسد ولحصار ايران وروسيا وضرب خطوط الغاز الروسية .. وأن هذا الهدف كان مشتركا بين اسرائيل والسعودية .. والملفت للنظر هو مقدار السخرية من مصطلح المعارضة المعتدلة الذي روجت لها الادارة الاميريكية والتي هي في حقيقتها داعش التي نراها اليوم والتي هي نتيجة لاقتراح بريجنسكي في الثمانينات لارسال المسلمين الى المدارس الدينية لصناعة التطرف الذي لايزال يستعمل حتى الآن وظهر في نموذج داعش .. ويخيل للسامع أن اعتدال المسلحين السوريين الذي روجت له الدعاية الرسمية الغربية هو نكتة مثيرة لضحك متواصل .. كما أن هناك سخرية لاتقل عنها من جون ماكين الذي ادعى انه زار الثوار "المعتدلين" في حلب .. ادعاء تسبب في سخرية لايمكن تجاهلها .. وكان عليه أن يقول صراحة أنه زار الدواعش في سورية .. ويشير الحوار الى ان نية تركيا اعلان منطقة عازلة كان بشكل رئيسي لمنع الطيران السوري من ضرب داعش وهو سلاح الجو الذي يشكل تهديدا حقيقيا لداعش ..
ويمكن ترجمة هذا الافراج عن الوثائق السرية لداعش والحديث عنها بصراحة في هذا التوقيت (بعد تصوير الثوار السوريين لأربع سنوات على انهم طلاب حرية وديمقراطية) ومناقشتها في العلن ربما بسبب ارتفاع توقعات اميركية بتغييرات دراماتيكية على الأرض في غير صالح داعش لايبدو ان داعش ستكون قادرة على البقاء دون تدخل اميريكي مباشر وهذا يزداد صعوبة .. لذلك تدعي فيها الولايات المتحدة ان هزيمة داعش المتوقعة صارت بسبب رفع الغطاء الاميريكي عنها بسبب الحرج من كشف العلاقة معها أو لأسباب أخرى متعلقة باعتبارات أميركية بحتة ..
والبعض يعتقد أن ذلك بسبب اقتراب الانتخابات الاميريكية حيث يسعى الجمهوريون الى النيل من سمعة الديمقراطيين باظهارهم اختاروا صناعة الارهاب وداعش واطلاق التطرف الاسلامي بدل مواجهته كما واجهه الجمهوريون أيام جورج بوش .. وهذا يعني أن الفريق القادم الى البيت الأبيض سيضحي بمنجزات اوباما في نشر التنظيمات الارهابية بسبب خطورة الرهان عليها .. واللجوء بدلا عن ذلك الى دفع الحركات الاسلامية الى المتاحف السياسية بعد انتهاء صلاحيتها وكشفها في التجربة السورية .. وهذا مؤشر ربما على نهاية حقبة الموجة الاسلامية وبداية التحول عنها واعادة تشكيل حلفاء اميريكا في مرحلة السنوات الثماني القادمة بشكل مختلف والانتقال الى نموذج صراع مختلف كليا ..
طبعا ..لايزال هناك من المعارضين التيوس من لايزال لايصدق ان داعش سلاح اميريكي لاسقاط الدولة الوطنية السورية ولايزال يبحث عن تفسيرات اسطورية بعيدة عن اسرائيل وأميريكا .. كل شيء سيصدقه الا علاقة اميريكا وإسرائيل بداعش والنصرة ومايسمى الثورة السورية..
ولذلك .. كلما برز من يتحدى كل هذا الوضوح تذكروا ان ترفعوا حواجبكم اعجابا بالعبقرية الثورية .. ولاأستطيع شخصيا الا ان اقول: من قال ان العقول الثورية ليست جميلة؟؟ .. ان أجمل مافيها هو أنها لاتعمل بأي وقود .. لاديزل ولاغازولين ولاتحركها كهرباء ولاالكترون ولامفاعلات نووية .. بل بول البعير .. وبول العريفي والقرضاوي وبول اردوغان .. فهذا هو الوقود الثوري الذي يحرك ادمغة الثورات الناتوية ..
وستقول هذه الأدمغة بعد كل هذا "ان المتحاورين الاميريكيين هما من الشيعة الاميريكيين .. أو من الشبيحة الأسديين" .. كما تبين ان اوباما شيعي في تحليل محي الدين اللاذقاني الشهير الذي كشف ان مومباسا الافريقية معقل للشيعة وأن اوباما نشأ هناك على مذهب اهل الشيعة فقرر أن يوقع الاتفاق النووي مع ايران ويخذل اهل السنة .. وربما كشف لنا اللاذقاني ان سألناه أن المتحاورين هما ضابطان من الفرقة الرابعة للحرس الجمهوري في سورية ..