البوصلة – عزة شتيوي
لم ينقض أيام على جلسات المشاورات في منتدى موسكو الثاني بين الحكومة السورية والمعارضات حتى أعلن المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا جولة دولية جديدة بين دمشق والعواصم الأقليمية والدولية المعنية بالأزمة في سورية.
ديمستورا عاد الظهور الى الأضواء السياسية ليعلن جولته المقبلة الشهر القادم بعد انقطاعه عن التصريحات منذ ان عجز عن تطبيق خطتة في حلب بسبب عدم التزام المسلحين والإرهابيين وبعض الخاوف من أن يستغل المسلحين والدول الداعمة لهم تجميد القتال في حلب لأهداف عدة، منها فرض المنطقة العازلة بصورة غير مباشرة من خلال تحويل وقف الأعمال القتالية في حلب إلى ستارة لتمرير الدعم اللوجستي للمسلحين في محاولة لإعادة هيكلة القوى الإرهابية في الأحياء الشرقية من المدينة، الأمر الذي جعل الدولة السوريةتشترط تقديم ضمانات دولية كي لا تتحول هذه المبادرة إلى حصان طروادة تضرب من خلاله المدينة الشمالية
ولكن عودة ديمستورا بعد حالة سبات سياسي كما يقول تحليل لوكالة فارس الايرانية يدلل على سرعة المتحولات السياسية التي بدأت تظهر في سوريا خصوصاً، وفي الملفات العالمية الأخرى عموماً.
وان طرح جنيف لإقامة عملية سياسية فيما يخص الأزمة السورية، يأتي ردا على المجهود الدبلوماسي الروسي الرامي لخلق قاعدة توافقية يمكن التأسيس عليها في مرحلة لاحقة لعقد جنيف،وتزامنا مع دعوات بعض الشخصيات المعارضة والتي تحاول الالتفاف على موسكو الثاني بعد أن لم يترك لها مساحة للتلاعب كما السابق
حيث لا يمكن الذهاب إلى المؤتمر الدولي في جنيف 3دون خلق الحد الأدنى من التوافق بين الأطراف الحكومية السورية والمعارضات وبين المعارضات مع بعضها ايضا، وهذا ما يجعل طرح جنيف3 الآن ليس في توقيته الصحيح ومحاولة للعودة إلى النقطة صفروبالتالي الرجوع الى مرحلة العبث السياسي وهو كما يجد تحليل وكالة فارس ما يخدم المصلحة الاسرائيلية حيث تقول الوكالة:
في عمق المسألة السورية، أن صمود دمشق بشكلها الحالي يعني أن يهودية "إسرائيل" فكرة مؤجلة حتى إشعار آخر، بطبيعة الترابط العضوي بين محور المقاومة والذي يبقي المخاوف الإسرائيلية من المواجهة الشاملة مع هذا المحور، وعلى ذلك لابد للكيان الاسرائيلي من البحث عن فرض جغرافيا تناسب الرؤى التلمودية للمنطقة، ولهذا الغرض لابد من الإبقاء على الفوضى السياسية في سورية بما يبقي الحجة قائمة للإبقاء على الإرهاب في هذة الجغرافية، وبذلك يبقي الكيان الإسرائيلي لنفسه ومن معه الهامش الكافي لمحاربة الدولة السورية في المحافل الدولية بحثاً عن إدانة دمشق بملفات إنسانية، فعودة دي مستورا لطرق باب جنيف تأتي وفق محاولة أممية جديدة لضرب مساعي حل الأزمة السياسية في سورياة، بكون هذا الحل سينعش الاقتصاد السوري ويدعم سعر صرف الليرة السورية و على ذلك تكون قدرة سورية على المواجهة أكبر، وهذا ما ترفضه الدول المشغلة للإرهاب.