البوصلة – صحف
تعد سورية أول دولة في العالم نشأ فيها الجواد العربي الأصيل، وذلك بشهادة أعضاء المنظمة العالمية للجواد العربي، حيث يرتبط الجواد السوري بشجرة عائلة تعود لأكثر من مئتي عام، لذلك يعدّ كتاب أنساب الخيول السورية من أصدق وأقوى وأفضل كتب الأنساب في العالم، وذكر مدير مكتب الخيول العربية الأصيلة في وزارة الزراعة المهندس محمد غياث الشايب أن استمرار النشاط للجواد العربي يعطي سعراً اقتصادياً مناسباً، وهذا النشاط يتعلق بالسباقات في مجالات الجري والجمال والقدرة والتحمل وغيرها، وتم خلال العام الحالي بالتعاون مع الجمعية السورية للخيول العربية تنظيم 7 سباقات ساهمت في رفع سعر الجواد السوري الأصيل.
وأشار الشايب إلى أنه منذ بداية الأزمة والحرب التي دخلت عامها الخامس على سورية تتعرض الجياد العربية السورية الأصيلة إلى التعديات المتكررة والمتواصلة من الإرهابيين بسرقتها ومحاولة طمس أنساب نشأتها السورية العريقة والقضاء على هذه الثروة الحضارية والاقتصادية المهمة.
وقام الإرهابيون بسرقة 200 رأس من الجياد الأصيلة من منطقة الجربا في محافظة ريف دمشق، ويتم حالياً العمل على إعادتها، وتالياً لا يمكن الحديث عن رقم إحصائي دقيق عن عدد الخيول العربية السورية الأصيلة خلال الأزمة الراهنة لأن بعض هذه الخيول موجود حالياً في مناطق ساخنة، ورغم ذلك تشير التوقعات –حسب الشايب- إلى أن عدد الخيول الأصيلة في سورية حالياً يصل إلى خمسة آلاف من الجياد، وذلك وفق ما تم جمعه من عينات شعر لمواليد الخيول الجديدة في محافظات حمص وحماة ودمشق وريفها والحسكة وإدلب ودرعا، وبلغ مجموع هذه العينات 1200 عينة شعر، أرسل منها 900 عينة شعر إلى ألمانيا لمطابقة نسب الأبوين، تبيّن أنها مطابقة بنسبة 98%، وفيما يتعلق بالعينات المتبقية، بيّن الشايب أنه بسبب فرض الاتحاد الأوروبي حظراً بمنع دخول المنتجات الحيوانية السورية إلى أراضي دول الاتحاد الأوروبي تمت مراسلة أحد المخابر المختصة والموثوقة والمعتمدة من قبل المنظمة العالمية للجواد العربي الأصيل في روسيا لتحليل عينات الشعر المتبقية، ويتم خلال الشهر الحالي إرسال العينات إلى مخبر التحليل في روسيا مقابل 2500 روبل روسي عن تحليل كل عينة.
وأضاف الشايب: إن المديرية أصدرت كتاب الأنساب الثاني عشر للخيول العربية السورية الأصيلة يضم نسب 500 جواد، كما تتابع طباعة الكتاب الثالث عشر الخاص بذلك، كما سيتم أول مرة في سورية إصدار جواز سفر للجواد العربي المسجل في سورية بما يسمح للجواد بالتصدير والمرور إلى البلدان الأخرى، حيث تقوم المديرية حالياً بطباعة هذا الجواز بأسماء الجياد العربية السورية الأصيلة وأرقام تسجيلها، كما تم التخطيط لبناء هنكار مسبق الصنع في مضمار سباق الخيول في منطقة الديماس في دمشق بتكلفة 30 مليون ليرة يتسع لعشرين جواداً للحفاظ على الخيول السورية الأصيلة.
وسورية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تسجل نسب الحصان إلى العشيرة التي ينتسب إليها الحصان، ولا يوجد كتاب أنساب في العالم للجياد العربية يعود إلى رسنه (عائلته) سوى الخيول السورية.. ومن الأرسان النادرة في سورية (دهمان عامر- عبيان شراك- هدبان انزحي) ويمنع تصدير هذه الأرسان المذكورة الثلاثة ما لم يتجاوز عدد الإناث في كل رسن 5 إناث.