البوصلة – رشا محفوض
من تقاسيم وجهه تتجلى آيات الصدق والعنفوان.. ومن نظرة عينيه يفيض الحب والطيبة.. أما تفاصيل حياته فهي لكل من عرفها من أهل ورفاق مليئة بالعطاء والشموخ والغيرة.. ومن شهادته كما شهادة من سبقوه من أبطال سورية يولد الأمل بغد أجمل لوطن يضحي لأجله خيرة شبابه إنه الشهيد البطل الشاب علي ديوب.
ترعرع الشهيد علي في قرية ما عرف عن أهلها إلا الكرم والوفاء والتضحية فكان الإبن البار لوادي العيون فسار على خطى رفاقه الشهداء ولتكون صفاته وأخلاقه وشهامته قدوة لشباب منطقته.
عرف عن علي إيمانه الكبير بوطنه فلبى ندائه والتحق بصفوف الجيش العربي السوري وهو الطالب الجامعي الطموح حاله كحال الكثيرين من الشباب السوري لكن الشهادة تسمو وتعلو فوق كل طموح.
عندما تدخل بيت الشهيد لتتبارك بزيارة أهله الطيبين تقف أمام سيدة عرفت بأخلاقها النبيلة وكرم ضيافتها لتنقل تلك الصفات لأبنائها.. تستقبلك بابتسامة مجروحة لفقد ولدها وتنظر إليك نظرة الحنان وتستذكر بصمتها مواقف ابنها الشهيد.
أما أخوة الشهيد يرون فيه الرجل الناضج رغم صغر سنه فابن 26 ربيعا كان للعائلة السند والأمان فبعد استشهاده يستذكر الاخوة كل دقيقة عاشوها معه بتفاصيلها وتمر عليهم تلك الدقائق وكأنها سنة .. فهو الأخ الحنون والطيب، فكان نبأ استشهاده صعب عليهم جميعا لكنهم عندما يعودون لكلماته ومواقفه يعرفون تماما أن الشهادة كانت خياره.
أصيب علي بشظايا قذيفة هاون في مدينة جرمانا التي يمطرها الارهابيون بشكل شبه يومي بقذائف حقدهم وعندما كان الأهل والأصدقاء يزورونه في المستشفى كان ينظر إليهم بكل قوة فمن ألمه استمدوا الصبر ومن عنفوانه استمدوا الأمل، ويقول أخوته: " لم يفارقنا علي لحظة ورغم رحيله عنا جسدا إلا أن روحه الطاهرة ستبقى بيننا تضيء لنا ولأولادنا طريق الكرامة، وإنهم كما الكثير من عائلات الشهداء في سورية قدموا دم ابنهم الشهيد قربانا للوطن الغالي ليعود الأمن والأمان لربوعه وليعيش الشعب السوري بكرامة وعزة".
ولرفاق العمر ذكريات مع الشهيد الذين أكدوا أن فقدهم له خسارة كبيرة لهم فهو الصديق الوفي والمضحي في سبيل الغير صاحب الابتسامة الدائمة والنكتة الحاضرة مؤكدين أن علي سيبقى بابتسامته الجميلة حاضرا بينهم فالشهيد حي لا يموت.
وعندما تدخل على صفحة الشهيد علي على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ترصد كلماته التي تدل على عمق إيمانه بنصر الجيش العربي السوري على الارهاب ووصيته لرفاقه كانت " سورية ستبقى مصانة بدماء شهدائها الابرار والشعب السوري لن تفرقه المحن بل على العكس هذه المحن تزيد من اصراره بالتمسك بكل حبة تراب من ارض سورية الوطن".