البوصلة – عزة شتيوي
مجددا تخطف القلمون الأضواء الإعلامية ليكون في الحسم الميداني هناك نقاط قوة ترتكز اليها الاوراق السياسية خاصة أن للجغرافية في تلك المنطقة خصوصية تبدأ من الحدود المشتركة بين لبنان وسورية, ولا تنتهي بنقاط الوصل بين (جبهة النصرة) بفرعها السوري واللبناني. لذلك كان للاشتباكات في جرود القلمون والزبداني بالأمس أصداء مسموعة في البقاع اللبناني خاصة بعد أن تمكن الجيش العربي السوري من إحكام سيطرته منطقة ضهر البيدر غرب البلدة كما أفادت مصادر ميدانية, في حين قالت صحيفة السفير ان الجيش السوري استعاد عدة نقاط، بينها تلة شير الجوبة، قرب قرية كفير يابوس التي تبعد عن الحدود اللبنانية مسافة 10 كيلومترات.
من جانبها ضجت صفحات «تنسيقيات» المعارضة بأنباء عن استمرار الاشتباكات في نقاط في الجبل الشرقي المحاذي للزبداني، أبرزها حاجز «ضهور بدرية» ونقطة «علام القصير وسط قصف مدفعي طال اماكن تحصن المسلحين في الزبداني في الوقت التي دارت فيه معارك على السلسلة الجبلية ذاتها وقتل القيادي في (جبهة النصرة) ابو عزام الليبي في محاولة هجومية من قبل المسلحين لايجاد بعض المنافذ باتجاه جرود عرسال كما افادت صحيفة السفير اللبنانية ويرى محللون عسكريون ان معركة القلمون بامتدادها حتى الزبداني ستشهد حسما واسعا في الأيام المقبلة خاصة إن تمركز (جبهة النصرة ومليشيات الحر) في منطقة فليطة والزبداني لازال يشكل اهدافا مشتركة لكل من الجيشين اللبناني والسوري ولكن الوضع في الزبداني والشريط المحاذي للحدود مع البقاع الأوسط أكثر سهولة، فالمناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين محاصرة من قبل الجيش السوري، بالإضافة إلى وجود معسكرات تتبع لـ «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» والجيش اللبناني على الجهة المقابلة. وتعتبر البلدة والتلال المحيطة بها مساحة حركتهم الوحيدة، وخسارتهم لها يعني تحييد المنطقة، ومن بعدها وادي بردى، عن أي معركة مستقبلية في القلمون.
الاستعداد لجولة جديدة من المواجهات للمسلحين في القلمون لن تكون سهلة، على اعتبار أنها تأتي في إطار فتح خطوط إمداد نحو قرى في الجهة السورية، ذلك أن استعادة أية من البلدات أو المناطق القلمونية من يبرود إلى رأس المعرة أو رنكوس، وحتى فك الطوق عن الزبداني، باتا أكثر صعوبة مع التعزيزات العسكرية التي تحصن هذه المناطق من جهة، وتجعل أي محاولة لاقتحامها أو السيطرة عليها بمثابة انتحار.